الهاكر ، من المغرم إلى المغنم .

في العالم السيبراني يعتبر الهاكرز الأذكياء من أخطر المجرمين المبحوث عنهم ، لا لسجنهم و تعزيرهم بل بل للاستثمار فيهم في تحقيق الأمن السيبراني و اكتشاف المزيد من الثغرات ثم سدها .
و هكذا تفعل العديد من الدول و الشركات الكبرى ، اذ تفتح المجال للهاكرز حتى ينفذوا هجوماتهم ، و من يستطيع فك الثغرات يتم انتدابه للعمل مع الجهاز الحكومي المكلف بالأمن بالسيبراني أو مع الشركة ….
لاحظ معي جيدا ، هو مثال واضح للاستثمار في ذوي العقول الذكية الخارقة و الموبوءة بالمكر و كروموزومات الجريمة .
و كل هذا تحت شعار القوي ضدي هو القوي لي إن كان معي ، و لنا في قصة سيدنا خالد بن الوليد عبرة . فهو الذي أثخن في جيش المسلمين في موقعة أحد و كشف ظهرهم و فتح ثغرهم بذكاءه و دهاءه ، و هو الذي أصبح سيف الله المسلول و قائد جيوش المسلمين .
و عود على بدء .
خلال مسيرتي البحثية و المهنية المتواضعة ، اكتشفت أن أكثر الناس فسادا هم أكثرهم ذكاء و فطنة و أمهرهم في التدبير .
لكن كثرة الثغرات القانونية ، و التسييرية ، و عدم شعورهم بالاكتفاء ، و احيانا للجشع الذي يصيبهم و أحيانا لعدم قدرتهم على تحقيق طموحاتهم ، يلجأ المرء منهم إلى الفساد و المكر و السرقة و النهب و التحايل و ما شابه .
فأقول في نفسي ، ماذا لو قمنا بالاستثمار في ذوي الذكاء الخارق و المكر الخبيث ، و حولناه إلى دهاء صالح و مكر حميد وفق منظومة من الحوافز الدافعة و الحوافز الرادعة .
فقويهم ضد مصالح الدولة ، قويهم لصالح الدولة إذا احسنا التدبير .
و اعلموا جيدا أن للفساد قابلية مثل القابلية للاستعمار . و النظم المؤسساتية هي التي تجعل من الفرد فاسدا أو صالحا أو خادما للدولة .
المقال السابق

وادي الحكمة

المقال التالي

علاش ياليدين و مشي بريد الجزائر 🤔

اكتب تعليقا

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *